قصة وا إسلاماه: الفصل السادس

1
«أما قطز وجلنار، فقد وصل بهما التاجر إلى حلب، فأنزلهما معه في بيت بعض معارفه، وكساهما ثيابا حسنة وأراحهما، ولم يكلفهما أى عمل يقومان به ، ولم يحبسهما في المنزل بل تركهما يجينان ويذهبان كما شاءا في ساحة الحي. وكان لطيفا معهما طوال الطريق ، يقدم لهما الطعام، ويساعدهما في الركوب والنزول، ويجاذبهما أطراف الحديث ويداعبهما، ويسليهما بالقصص والنوادر باللغة الفارسية التي كان يجيدها إجادة حسنة ، حتى مال الصبيان إليه وخف عنهما ما كانا يجدان من الوحشة والقلق . ونظرا إليه كأنه صديق لهما ، لا مالك اشتراهما بالمال».
أ

استنتج في ضوء ما جاء بالفقرة السابقة ملمحا من ملامح البيئة في ذلك العصر

2
«وأما قطز وجلنار فقد غلبهما الوجوم، وأصبحا لا يعيان شيئًا مما حولهما ، وظنا نفسيهما في منام لا في حقيقة ، لولا أنهما تذكرا ما وقع لهما من اختطاف اللصوص، ثم بيعهما إياهما للنخاس . وما زالا بعد في ريب من أن يكون التاجر الواقف أمامهما بعد إذ سلمهما للدلال، هو عين ذلك الرجل الذى أحسن إليهما منذ يومهما ، وأظهر لهما ذلك البر وتلك الرعاية. وترقرق الدمع في مآقيهما فكانا يمسحانه بطرف ردائهما مسارقة ، وما أمسك دمعهما أن ينسكب إلا حياؤهما من أن يبدو عليهما الضعف بين من حولهما من الناس، أو يظهرا أقل جلدًا، واحتمالا من زميلهما الضاحك العابث».
أ

ما السر في وجوم الطفلين وحزنهما كما فهمت من الفقرة ؟