قصة وا إسلاماه: الفصل الخامس

1
مات جلال الدين ولم يعلم عن محمود وجهاد إلا أنهما اختطفا . فبيعا لأحد تجار الرقيق بالشام ، أما كيف اختطفا وماذا لقيا بعد ذلك فبقى سرا مكتومًا عنه إلى الأبد، وتفصيل ذلك أن السلطان جلال الدين كان شديد الولع بالصيد لا يتركه في إقامته ولا سفره . وقد بلغ به حب الصيد أن ربما كان يسنح له سرب من الظباء.. أو حمر الوحش في طريقه وهو سائر إلى غزوة أو قتال فينفتل عن جيشه في أثر السرب، ولا يعود حتى يصيب شيئًا منه فيأمر رجاله بحمله . وطالما نصحه خاصة رجاله في ذلك وحذروه مما قد ينتج عنه من الخطر على نفسه أو على جيشه . فكان يسلم لهم بصواب رأيهم ويعدهم بألا يقع ذلك منه مرة أخرى ».
أ

كان لحب السلطان للصيد عواقب وخيمة طالما حذره منها رجاله، منها:

2
«وأما ما فات الجيش كله علمه ، فهو أن سبعة من الأكراد الموتورين كانوا يسيرون وراءه غير بعيد منه، متوارين خلف الأشجار أو خلف التلال يتطلعون إليه يقظين حذرين بحيث يرونه من حيث لا يراهم ، قد لمحوا محمودا يطرد وراء الأرنب ناحية الجبل. وخلفه جهاد والحارسان . فداروا من خلف الجبل . وطلعوا عليه من ثنيته فجأة فأحاطوا بهم وتلقف أحدهم محمودًا فأنزله من جواده وكمم فاه وقبض ثان على جهاد وصنع بها ما صنع رفيقه بمحمود. وهدد الآخرون الشيخ سلامه وسيرون بقتلهما وقتل الأميرين معهما إذا صاح أحدهما بكلمة ، أو أبديا حركة للفرار، فهم سيرون بالاستغاثة، ولكن الشيخ سلامة أشار له أن يلزم الصمت وأن يطيع القوم، فاستسلما لهم خوفا على حياة الأميرين وطمعا في أن يلحق بهم جماعة من الجيش للبحث عنهم إذا استبطئوا عودتهم » .
أ

ما السبب في اختطاف الطفلين ؟